استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفدا من أقباط المهجر فى لقاء استمر لمدة ساعة كاملة، حيث تناول اللقاء المشكلات الطائفية وكيفية عمل بيت العائلة المصرية على حلها والتعامل العملى ونزول أعضائه للشارع لحل الأزمات وبالأخص أزمة كنيسة إمبابة.
عبر الدكتور طارق شكرى أحد أعضاء الوفد عقب لقاء الإمام الأكبر عن سعادته وسعادة الوفد بلقاء شيخ الأزهر الذى وصفوه بأنه "خير خلف لخير سلف"، قائلا "لقد لمسنا فى الإمام الأكبر بأنه إمام للمصريين جميعا وليس للمسلمين فقط فى الداخل والخارج"، مشيرا إلى أن الإمام شرح للوفد شرحا وفيا عن مبادرة بيت العائلة وكيفية تناوله للقضايا بين المسلمين والمسيحيين والعمل على حلها، مشيدين بما قام به بيت العائلة، ومؤكدين أن دوره بعيدا كل البعد عما يقال عن "تجويف اللحى" وأنه لأول مرة يكون هناك مشكلة ونتحرك لحلها على أرض الواقع .
من جانبه، قال الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر، إن الأزهر سعد بحضور أقباط المهجر، وأنه يفتح أبوابه لجميع التيارات الفكرية والثقافية والدينية للحوار، من أجل الوصول إلى حلول لمواجهة المشاكل التى تواجهها مصر، مؤكدا أنه لابد من إصلاح الخطاب الدينى والقيم العليا المشتركة بين المسيحية والإسلام، مطالبا أن تدرس فى المدارس منذ العام المقبل مادة عن القيم المشتركة بين المسيحية والإسلام بحضور الطلاب المسلمين والمسيحيين معا، مشددا على ضرورة إصلاح الخطاب الدينى فى المساجد والكنائس، موضحا أن الأزهر فتح بابه لجميع التيارات الدينية والعلمانية، مؤكدا على أن الأزهر ليس حامل رسالة دينية فقط بل حامل رسالة وطنية، مضيفا أن الخارج له دور سىء فى الخطاب الإسلامى والمسيحى، معبرا عن سعادته بوجود أقباط المهجر بجانب الأزهر ضد الانحراف فى الخطاب الدينى الذى يقوم به بعض الأشخاص من الجانبين فى الخارج بهدف تشويه صورة الإسلام والمسيحية.
حضر اللقاء الدكتور محمد سليمانى مستشار شيخ الأزهر ومن الوفد طارق شكرى وجورج جوهرى ونفرتيتى لبيب وصبرى جوهرة وحسام شاكر وعاطف لبيب وخيرى مالك، وتوجه الوفد بعد لقائه بشيخ الأزهر للقاء قداسة البابا شنودة.
ومن جانبه، انتقد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وأداء القنوات الفضائية المغرضة التى تبث الانحطاط الفكرى من خلال برامج بعيدة كل البعد عن منهج الرسالات السماوية والأخلاق الإنسانية، متهما الغرب بالسعى نحو إحلال الديمقراطية فى دوله ومنعها فى الشرق حفاظا على مصالحه وأهدافه المشبوهة فى المنطقة، قائلا إن الغرب حريص على إثارة النزاعات والحروب فى المنطقة بالترويج لصناعة السلاح، حيث إن السلاح الذى يقوم بتصنيعه لا يستخدم إلا فى المنطق العربية والإسلامية"، مؤكدا أن ما تشهده مصر من حوادث الفتنة الطائفية لا تمت للدين بصلة وأن إلباس تلك الحوادث لباسا طائفيا يكون من قبل أشخاص لهم أهداف مشبوهة.